الاثنين، 15 ديسمبر 2014



 الويب الدلالي:


تعرف الويب الدلالية (أو ما يطلق عليها أحيانا "الويب ذات الدلالات اللفظية" أو "الويب ذات المعنى") (Semantic Web) على أنها "شبكة بيانات بالمعنى، أي أنه يمكن للبرامج الحاسوبية الخاصة أن تعرف ماذا تعني هذه البيانات". ويتطلب الوصول لهذه الطريقة من التفسير والفهم للبيانات الاستعانة بالانتولوجي (Ontology)، والذي يعرف على أنه طريقة لتمثيل المفاهيم وذلك عن طريق الربط بينها بعلاقات ذات معنى، حتى تسهل ربط الأشياء الموجودة بعضها البعض ولفهم أوسع للمفاهيم المختلفة.

حيث تعتبر شبكة الوب أغنى المصادر المعلوماتية بما تحويه من مستندات ومعلومات ومصادر منوعة يمكن الوصول إليها عن طريق محركات البحث التقليدية غير أن تنظيم هذه المعلومات والمستندات بصورة تسهل عملية البحث فيها والوصول إليها، يعتبر أمراً غاية في الصعوبة. يضاف إلى ذلك، أنه في ظل التزايد المستمر في حجم المعلومات المنشورة في شبكة الويب أصبح من الصعوبة بمكان قيام محركات البحث بإيجاد المعلومات المناسبة.

ومن هذه المشكلة ظهرت فكرة "الويب ذات الدلالات والمعاني اللفظية"، أو ما يطلق عليه بالإنجليزية مصطلح (Semantic Web)، والتي هي امتداد للويب ولكن تختلف عنها بأنها تتفهم مدلولات الألفاظ والمعاني البشرية.

أهمية الويب الدلالية:               


تكمن أهمية الويب الدلالية في تقديم معايير مفتوحة يمكن استخدامها في تكشيف محتويات مصادر المعلومات، عن طريق استخدام مجموعة من الأدوات التي تساعد في تحقيق ذلك (آل عبدالمحسن، 2008) مثل:
لغة الترميز الموسعة
XML، وخرائط المفاهيم أو الأنتولوجيOntology، والمعيار العام لوصف المصادرRDF، ولغة أنتولوجيا الويب OWL .

وقد أوضح المسئول عن الويب الدلالي (تيم برنرز لي) عندما سئل لماذا نحن بحاجة لهذه الويب وعندنا محرك البحث "جوجل" ؟، فقال: "من الصحيح أن محرك البحث "جوجل" هي أداة رائعة للبشر ولكنها لا تخدم الآلة ودعوني أوضح لكم التالي الويب الآن بصورته الحالية مفهومة لنا نحن بني البشر ولكنها بالنسبة للآلات عبارة عن صفحات ممثلة بصفر، و واحد لا تعني لها شيء، إن ما نريده من الويب ذات الدلالات اللفظية أن تجعل الآلة أيضاً تفهم ماذا تعني محتويات صفحة ما في الويب، وماذا تعني الروابط في الصفحة إذا ما قمنا بذلك فيمكن لبرامج المستقبل أن تعطي نتائج ذكية وأن تخدم احتياجاتنا مدعمة بنوع من الذكاء الاصطناعي".

أستخدامات الويب الدلالي :

1-              المجال التجاري:هناك العديد من التطبيقات والأبحاث المفيدة في هذا المجال، فعلى سبيل المثال، تم استخدام الويب الدلالي في عمل بوابة تجارية تضم معلومات عن قطع غيار السيارات، والتي تم الحصول عليها من قواعد بيانات صناع وموردي ومستخدمي هذه القطع في أوروبا، وقد تم التوليف بين هذه البيانات باستخدام تقنيات الويب الدلالي وذلك لعمل خرائط مشتركة للمفاهيم Ontology بين جميع الأطراف المستفيدة لتوصيف بياناتها، كما تم استخدام تكنولوجيا الويب الدلالي، لإيجاد حلول لبعض المشاكل التي تحصل لقطع الغيار التالفة وذلك عن طريق إجراء استعلامات ذكية على البيانات الموجودة.

2-              المجال الطبي:فكما هو مستخدم في المجال التجاري، فإن تقنيات الويب الدلالي تستخدم لمساعدة الباحثين في المجال الطبي على إدارة البحوث في العلوم الطبية الحديثة، حيث تساعدهم على فهم أفضل للأمراض، وتسريع عملية تطوير العلاج، فعلى سبيل المثال ففي العام 2006، تم عمل نظام للسجلات الطبية للحد من الأخطاء الطبية، وتحسين كفاءة الطبيب مع المريض، وتحسين سلامة المرضى والارتياح في الممارسة الطبية، وتحسين عمليات السجلات لزيادة دقة الترميز، وقد استند النظام على تقنيات الويب الدلالي لتوصيف السجلات الطبية، وترميزها لسرعة الوصول إليها وللقيام ببعض العمليات الاستنباطية منها، ولازال هذا النظام مستخدم حاليا في مركز أثينا للقلب.

3-              مجال المكتبات الرقمية:مما لا شك فيه أن الهدف الرئيسي للمكتبات الرقمية، هو إتاحة مصادر المعلومات الموجودة لأكبر عدد ممكن من المستفيدين، مع تقديم خدماتها لقطاع عريض من مستخدمي هذه المكتبات، فتقوم تلك المكتبات بتصوير محتويات الكتب والدوريات وغيرها من مصادر المعلومات، سواء عن طريق قوائم المحتويات أو النصوص الكاملة.

لذلك فإن أحد التطبيقات الهامة للويب الدلالي هو العمل على السماح بعمليات وصف الموضوعات والبيانات وتخزينها، وتأسيس الخطوط العامة لما يسمى بخرائط التدفق أو الأنطولوجيات، فالهدف الرئيسي من تطبيق تكنولوجيا الويب الدلالي في مجال المكتبات والمعلومات هو إتاحة قابلية التشغيل المتبادل، أي سهولة تبادل المعلومات والبيانات بين أكبر عدد من المستفيدين، كالقدرة على إتاحة البيانات والمعلومات الرقمية بصورة جيدة وتوزيع هذه البيانات عبر أماكن التخزين المختلفة على شبكة الإنترنت أو أماكن تخزينها في المكتبة الرقمية.

4-             استرجاع المعلومات:يعمل الويب الدلالي على زيادة كفاءة استرجاع المعلومات من شبكة الإنترنت من خلال الارتقاء بنظم واستراتيجيات البحث واسترجاع المعلومات المستخدمة في بناء محركات البحث، وتوظيف التطورات المستجدة في مجال تكنولوجيا الاتصالات والذكاء الاصطناعي، والقدرات الهائلة لشبكات الحاسب الآلي في عمليات معالجة مصادر المحتوى الرقمي المتاح على شبكة الإنترنت، وكذلك إيجاد التطبيقات الملائمة للارتقاء بتكنولوجيا بناء المكتبات الرقمية والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة من هذا النوع الجديد من المكتبات.

5-               تكنولوجيا المعلومات والويب الدلالي:تعمل تكنولوجيا الويب الدلالي على تدعيم تكنولوجيا المعلومات بشكل عام وخصوصًا في المجالات الحيوية مثل:الاستعداد للحوادث والكوارث والتلوث والتصدع وتوزع السكان، وتوزيع موارد المياه والطرق والكهرباء وتطوير البحث العلمي في مجال المستحضرات الطبية والأدوية، وتوحيد مواصفات البرمجيات وتدعيم ترابطها، وخفض تكلفة إنجاز الأعمال وتقديم الخدمات وبرمجياتها، وإنتاج معرفة مفتوحة للجميع، وصناعة قواعد البيانات الضخمة والموسعة وغيرها من المجالات الحيوية.

 

 

وتقوم حاليًا تكنولوجيا المعلومات في العالم بالاستثمار بشكل فعال في هذه التكنولوجيا وذلك لمواكبة التطور الهائل والحاصل، ومثال لذلك  google, Facebook, Yahoo, Oracle, IBM, Microsoft كما أن مؤسسة المواصفات العالمية تولي هذه العملية اهتمامًا و دورًا رئيسًا خلال إنتاج المواصفات، بحيث تركز على أن تحتوي مواصفاتها على الآتي:

أ‌-                     معلومات أولية حول المواصفة Meta Data.

ب‌-                   تبادل المعلومات حول المواصفات Data Exchange.

 

مكونات تقنية الويب الدلالي:


يتكون الويب الدلالي من نماذج بيانات (data models) وهذه النماذج تعتمد على استخدام عدداً من التقنيات لتمثيلها مثل:

1.    لغة لتنسيق تبادل البيانات: مثل لغة إطار وصف المصدر ResourceDescription Framework)، واختصارها RDF، أو بدائلها مثل RDF/XML، و N3 ، و Turtle، و N-Triples.

2.    مخططات العلاقات: مثل (RDF Schema) ولغة أنطولوجيا الويب (WebOntology Language) واختصارها OWL، والتي تسهل عملية توصيف المفاهيم والمصطلحات والعلاقات ضمن مجال معين.

3.    محرك الاستدلال: وهو يحتوي على قواعد استدلالية تستخدم اللغتان السابق ذكرهما، ولغات أخرى مبنية عليها لإعطاء نتائج منطقية تماما كما يفكر البشر.

 


مكدس الوب الدلالي:


يتضمن الوب الدلالي مجموعة معايير وأدوات و فيما يلي وصف لوظائف وعلاقات كل من مكونات الوب الدلالي التالية:

·       تقوم لغة تأشير XML بتقديم نظم syntax عنصري لبنية المحتوى داخل الوثيقة، دون أن تقدم أية دلالات حول معنى المحتوى الذي تتضمنه.

·       أما مخطط XML فهو لغة لتقديم وتحديد بنية محتوى العناصر الموجودة داخل وثائق XML.

·       إطار توصيف المواردRDF هو لغة بسيطة للتعبير عن نماذج البيانات، التي تعود لكائنات (هي بالأحرى موارد ويب) والعلاقات العائدة لهذه الكائنات. يمكن بالطبع التعبير عن نموذج مبني بهذا الإطار من خلال قواعد XML نفسها.

·       يقوم مخطط RDF بتوسيع إطار RDF، فهو مجموعة مفردات لوصف خصائص وصفوف موارد RDF، بالإضافات إلى معلومات دلالية تخدم هيكليات عامة لمثل هذه الخصائص والصفوف.

·       تضيف لغة أنطولوجية الوب مفردات إضافية لوصف الخصائص والصفوف: كالعلاقات بين الصفوف (التنافي مثلاً)، الأصالة، المساواة، أنماطاً أكثر تنوعاً من الخصائص، والمميزات التي يمكن أن تأخذها تلك الخصائص.

·       أما SPARQL فهو بروتوكول ولغة استعلام لمصادر بيانات الوب الدلالي.

هناك 6 تعليقات:

  1. شكراً لك أخ نايف بن حميد لطرحك لهذا الموضوع،

    مدخل ومقدمة جيدة عن الويب الدلالي،

    ومن أهم الاستخدامات التي ذكرتوها مجال المكتبات الرقمية وهذا المجال يفيد كثيرا الباحثين من طلاب العلم ويسهل لهم الحصول على المعلومات.

    شكرا لك وتقبل تحياتي،

    ردحذف
    الردود
    1. أخي حسن
      أسعدني مرورك ،، و أتفق معك في ما ذهبت إليه

      حذف
  2. من التحديات التي تواجه عصر العلوماتية هو ضخامة الإنتاج الفكري وصعوبة حصر ذلك الإنتاج من المخزون المعرفي ، فكانت صيحة الويب الدلالي نذير خير على هذا التدفق المعلوماتي الواسع والذي تطلب عملية الربط بين عدة معاني للوصول للغرض من الباحثين وسهولة وتوفير الوقت والجهد عليهم بكافة الأنشطة والأصعدة كما رأينا أستخداماته في الموضوع .

    أشكرك أخي نواف على طرحك

    ياسر سندي

    ردحذف
    الردود
    1. أخي ياسر ،
      أسعدني مرورك ،، و صدقت في أن الويب الدلالي هو بادرة خير للباحثين عن المعرفة.

      حذف